كتب عضو رابطة عائلات قيصر(ابراهيم قنبر) بذكرى اعتقال والده الشهيد (محمد جبر):
“في يوم 25 يونيو 2013، امتدت أيدي الظلم والقمع لتخطف منا والدنا الحبيب، محمد جبر قنبر. الذي وُلد عام 1962، كرّس حياته المهنية كصحفي، مستغلاً قلمه لنقل الحقيقة وكشف الفساد. لكن النظام السوري لم يكن ليتحمل صوت الحق، فكانت النهاية الأليمة.
تحت جنح الليل، اقتحم رجال الأمن العسكري منزلنا واعتقلوا والدي من بيننا. كانت تلك الليلة بداية كابوس لم نستيقظ منه حتى اليوم. فبعد عشرة أيام من الاعتقال، وصلتنا أخبار فاجعة عن تعذيبه حتى الموت في أقبية فرع 227 سيئ السمعة. الصور المروعة التي ظهرت ضمن صور قيصر لم تترك لنا أي مجال للشك في ما تعرض له من معاناة.
لم يكن فقدانه مجرد خسارة لشخص عزيز، بل كان صدمة هزت كيان العائلة بأكملها. كأفراد عائلة قيصر، نشعر بألم الفراق ونعيش يوميًا مع ذكرى والدنا الذي كان بالنسبة لنا رمزًا للشجاعة والتفاني.
انضممت إلى رابطة عائلات قيصر بهدف رصد الانتهاكات وتوثيق جرائم الحرب التي تُرتكب في سوريا. نعمل بجدية وإصرار على تحقيق العدالة والمساءلة، حتى لا تمر هذه الجرائم دون عقاب. نسعى لإيصال صوت الضحايا ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك.
إن ذكرى والدنا، محمد جبر قنبر، تظل حية في قلوبنا. نريد أن يتذكره الجميع كصحفي شجاع، رجل رفض أن يساوم على مبادئه ودفع حياته ثمنًا لذلك. نأمل أن يأتي اليوم الذي نرى فيه العدالة تتحقق، ليس فقط لوالدنا، ولكن لكل من فقدوا أرواحهم في ظل هذا النظام الوحشي.
رحم الله والدنا وكل شهداء الحرية، وسنظل على العهد حتى يتحقق ما ضحوا من أجله”