عقد الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمر بروكسل الرابع للمانحين الدولي ، حول مستقبل سوريا واللاجئين، والمهجرين السوريين .
شارك فيه عبر منصة الكترونية /اونلاين/، ممثلون عن دول ومنظمات دولية وأهلية، وذلك لتأمين استمرار الدعم المالي للاجئين السوريين والدول الحاضنة لهم؛ وللفت انظار العالم إلى الأزمة السورية المستمرة منذ حوالي ٩ سنوات والتي تفاقمت بسبب تفشي وباء كورونا /كوفيد 19.
واكد المشاركون على ضرورة تأمين الاحتياجات الانسانية للسوريين والعمل على وقف إطلاق نار دائم في كل أنحاء البلاد للسماح بإنجاز حل سياسي شامل .
وقدمت الدول المانحة 7 مليار دولار للاجئين .
كان لرابطة عائلات قيصر مداخلة لافتة عبر كلمة
ألقتها السبدة (ياسمين المشعان) مسؤول التنسيق الداخلي في الرابطة قالت فيها :
أنا ياسمين مشعان، سورية لاجئة في ألمانيا، لجأت إلى هنا بعد أن فقدت خمسة من أشقائي في سوريا. أحدهم عقبة ,الذي ظهرت صورته ضمن الصور التي سربها قيصر , لضحايا التعذيب في سجون الحكومة السورية، فقدت أربعة آخرين من أشقائي واحدا تلو الآخر وذلك اثناء انتظارنا لسنوات عديدة لنعرف شيئا عن مصيره ، رافضين أن نغادر بلدنا دون أن نطمئن عنه.
أحد أشقائي المفقودين قتل ذبحا على يد تنظيم داعش ، حين تفقدون أحد أحبائكم ، لا يهم من قتله ، لا يهم أين غاب ، يصبح مصيره هاجسكم ، تصبح العدالة هدفا و يتساوى الجلادون لديكم فالعدالة يجب أن تطالهم جميعا.
أساهم مع زملائي و زميلاتي في عدد من روابط ضحايا جرائم الحرب في سوريا , بين مفقودين و مغيبين قسريا و أسرى و معتقلين، سواء ناجين من هذه الجرائم , أو ذوي ضحايا مازالوا يعانون الأمرين لمعرفة مصائر أحبائهم ، نساهم جميعا فيما نستطيع من جهود للدفع بعجلة العدالة والمحاسبة في سوريا ، وعلى الرغم من العقبات الكثيرة التي تقف في وجهنا, لم ولن نتراجع عن المطالبة بتحقيق العدالة.
مازال الآلاف من المعتقلين والمعتقلات يقبعون في سجون الحكومة السورية ، و غيرها من أطراف النزاع , و يعانون كل يوم ما لا يوصف من الأهوال ، و ما زال هناك حتى اليوم عشرات الآلاف من الأسر, بحاجة إلى معرفة خبر ؛ فكما يعاني المعتقلون في السجون قسوة جلاديهم ، نعاني هنا من قسوة جهل مصير أحبائنا، فتصغر آمالنا وتتضاءل لتنحصر في كثير من الأحيان , بالمطالبة بقبر يضم جثمان من فقدناهم، فيتسنى لنا ان نزورهم فيه و نضع إكليلا من الورود عليه.
اننا كروابط ضحايا وضعنا هدفنا العدالة بمفهومها الاسمى و الأعم ، العدالة التي تبني السلام في سوريا، لا العدالة التي تؤسس لانتقام و انتصارات سياسية ، العدالة التي تجلب حقوق الضحايا و ذويهم ، و تحقق حلا مستداما ، هذه الروابط , هي المركب الذي يجمعنا كأهالي ضحايا ,لنتجه نحو هذا الهدف.
على المجتمعين اليوم في مؤتمر بروكسل ، أن يدعموا جميع آليات التحقيق ، وكشف الحقائق و التقاضي ,ضد جميع الجناة في سوريا ، و ان يدعموا الضحايا ، الناجين ، و ذوي الضحايا , لكي نستمر في عملنا لتحصيل حقوق الضحايا في طريق طويل نحو عدالة انتقالية تبني سلاما مستداما في سوريا