نشرت قناة الامم المتحدة لمجلس حقوق الانسان , تسجيلا مصورا لكلمة كارين ابوزايد , احد المسؤولين البارزين في لجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا. وعرض التسجيل الصوتي كلمة المتحدثة عن الوضع السوري.
كما وبدأت ابو زيد كلمتها ” مضى عشر سنوات على انشاء هذه اللجنة , وما زالت كافة اطراف الصراع ترتكب جرائما ضد الانسانية, منتهكة حتى الحقوق الاساسية للسوريين” , معقبة ان كل هذا خلال الدورة الرابعة للرئيس الاسد في مكتبه مسيطرا على 70 بالمئة من الاراضي السورية , و 40 بالمئة من سكان البلاد , دون اي امل لرؤية البلاد متحدة او الوصول الى مصالحة. بل على العكس فما زالت حوادث الاعتقال العشوائي مستمرة من قبل قوات النظام بلا هوادة , وما زلنا مستمرين في توثيق كل اشكال الانتهاكات ضد الانسانية والقوانين الانسانية الدولية.
من ناحية اخرى , وخلال فترة التقرير ما زال الاقتصاد السوري مستمرا في الانتكاس بسرعة , مما تسبب بارتفاع سريع في اسعار الخبز لاكثر من خمسين بالمئة, وزاد من ازمة الامن الغذائي مقارنة بالسنة الماضية. الانهار في اعلى مستويات الجفاف منذ عقود, وانتشار شاسع لفيروس كوفيد في المجتمع ليبدوا غير قابلا للايقاف يترافق مع نقص الاوكسجين واللقاح.
كما وأكدت ابو زايد قائلة “الوقت غير مناسب على الاطلاق لاعتبار سورية مكانا مناسبا لعودة اللاجئين, ما زالت الحرب مستمرة, والعنف كذلك يتصاعد في كل من الشمال الغربي والشرقي وفي الجنوب من البلاد, وفقا للتقارير التي قارنت بين الاول من تموز السنة الماضية و بين الـ 30 من حزيران لهذه السنة.
تابعت المسؤولة في ملف التحقيقات حول الملف السوري مؤكدة ان وقف التصعيد في المناطق الشمالية الغربية التي تعتبر تحت خفض التصعيد ايضا شهدت الاستهداف للمشافي والاسواق والمخابز , تاركة الكثير من الضحايا من المدنيين. كذلك الامر في مناطق اخرى, فرغم التسويات والاتفاقيات بينها وبين الفدرالية الروسية لكنها شهدت الكثير من تكتيكات الحصار العسكري وشبه الحصار , كما في درعا والقنيطرة وريف دمشق الاداري.
واضافت المبعوثة الاممية مؤكدة ان جميع الاطراف في سوريا لديها ارقام كبيرة من المعتقلين وبظروف سيئة حيث يعاني المعتقلون من اوضاع صحية هشة الامر الذي يجعلهم غير قادرين حتى على النجاة في حال تعرضهم لفايروس كوفيد , مؤكدة ان العقد الماضي من السنوات قد شهد موجات كبيرة من الاعتقالات بدءا من المظاهرات في الايام الاولى للتصعيد والتي شملت الرجال ونساء والاطفال الى اليوم.
” العائلات السورية تشتاق الى احباءها المفقودين , ولهم الحق في الكشف عن مصيرهم, ونوصي بتيسير الية من قبل اعضاء الامم المتحدة, التي تضمن رقابة وتفويض دولي للتنسيق بشكل موحد حول الادعاءات عن الاشخاص المفقودين, بالاضافة الى المختفين قسرا” اضافت ابوزايد كمقترح تراه الانسب حول وضع المعتقلين في سوريا مؤكدة ان الوضع الانساني يحتاج الى ازاحة كل العقبات لوصول المساعدات الانسانية.
وختمت الكلمة التي كانت جزءا من التقرير الرابع والعشرين عن الوضع السوري مؤكدة ان جذور الازمة في سورية ,هي الاعتقال, الاختفاء القسري , والتعذيب , منع حرية التعبير , التمييز العنصري , عدم المساواة , حقوق الملكية المنتزعة , وعدد ضخم من الاسباب الاخرى التي لا زالت غير محلولة ولم يتم التصدي لها, والفرق الوحيد انها الان لم تعد تحدث فقط من قبل القوات الحكومية السورية, بل ايضا من قبل مختلف المجموعات المسلحة الاخرى بالاضافة الى المنظمات الارهابية.
الجدير بالذكر , بانها قد تكون المرة الاخيرة التي تقدم فيه كاثرين ابوزيد التقرير الخاص بلجنة التحقيق الدولية حول الشأن السورية , والتي شغلت مكانا مهما فيه منذ عام 2016.