هل تحول الحلم إلى كابوس
قامت منظمة (سيدة سوريا ) بالتعاون مع الجمعية الألمانية (zusamenwachsen) في مدينة برلين بتنظيم الندوة الحوارية الثامنة من المنتدى الثقافي للمناصرة والتغيير بعنوان (سيناريوهات العودة الى سوريا شهادات حية ) بإدارة :
- د.ليلى الأطرش .
- الصحافي يحيى الأوسي.
افتتحت الجلسة بعرض موجز للظروف الحياتية، والأمنية في سوريا، قبل وبعد الثورة المباركة التي انطلقت عام 2011 .
وكان لرابطة عائلات قيصر حضور ممثل بالسيدة (مريم الحلاق ) رئيسة مجلس الإدارة في رابطة عائلات قيصر، بالإضافة لعدد من اللاجئين السوريين في برلين والذين يمثلون روابط ومنظمات أخرى تناوبوا على رواية قصصهم الشخصية، منوهين الى تبعات العودة الى سوريا في الوقت الراهن.
تحدثت السيدة الحلاق عن قصة اعتقال ابنها الطبيب أيهم؛ الذي اعتقل من جامعته في دمشق أثناء دوامه الرسمي، وذلك من قبل أعضاء منظمة اتحاد طلبة سوريا (أشرف صالح ،اياد طلب ،علي خير بك ،سوار نادر) الذين استطاعوا أن يمارسوا تسلطهم وقمعهم للطلبة؛ مستمدين قوتهم من آبائهم الذين يعملون كرؤساء لفروع أمنية، وبالتالي تمكنوا من تحويل الاتحاد إلى فرع أمن مصغر قاموا فيه بالتنكيل والاعتقال والتعذيب الذي أودى بحياة أيهم، وكثيرين آخرين من طلبة الجامعات السورية، ولا ذنب لهؤلاء سوى أنهم رفعوا صوتهم مطالبين بالحرية منادين بالتغير.
قالت السيدة الحلاق معلقة على موضوع العودة إلى سوريا : “كيف لي أن أعود إلى سوريا كيف ساعيش وقتلة ابني مايزالون دون عقاب بل ويسيطرون على كل مفاصل الحياة في سوريا. كيف سأتعايش مع وجودهم يسرحون ويمرحون ويبطشون بشبابنا أكثر فأكثر. هذا أمر فوق طاقة احتمالي “
أما السيدة (فدوى محمود ) ممثلة حركة (عائلات من أجل الحرية) وزوجة المعتقل السياسي الأشهر في ظل نظام حافظ الأسد (عبد العزيز الخير ) ووالدة الشاب إياد المعتقل لدى قوات بشار الأسد فقد قالت:
“الثورة ليست وليدة هذه اللحظة؛ إنها نتيجة ممارسات قمعية استمرت منذ زمن الأسد الأب إلى وقتنا الحالي. إنها نتيجة الظلم الذي عاشه السوريون. إرث آل الأسد الذي يتوارثونه جيلا بعد جيل؛ ففي زمن حافظ الأسد اعتقل زوجي لأنه كان معارضا لحافظ الاسد وسياساته القمعية ومازال الى يومنا هذا يقبع في زنازينهم وقد التحق به الآن ابني إياد فكيف لي أن أعود إلى سوريا وهي مازالت ترزح تحت وطأة أظلم وأعتى الانظمة كيف اعود ومازلت أجهل مصير زوجي وابني بل ربما قد أعاود الكرة الى السجن الذي قبعت فيه لمدة سنتين ونصف من قبل “.
محمد ملاك (رئيس تحرير مجلة سيدة سوريا) تحدث عن الشمال السوري ومعاناة الشباب التي عاشوها ومازالوا إلى الآن حيث مازال مصير الشباب الذين اعتقلوا من قبل قوات الأسد والفصائل المسلحة الاخرى مجهولا الى هذا الوقت وعقب بقوله :”كيف لنا أن نعود ولماذا نعود؛ هل سنعود لنزيد أعداد من سيموتون تحت التعذيب “.
وكان السيد محمد التريس (ممثل الرابطة السورية لكرامة المواطن)، المعنية ببيان الممتلكات التي سيطر عليها النظام السوري واغتصبها من اصحابها خصوصا ممن هم قيد الاعتقال، قد شارك في الندوة من خلال سرد قصته التي انهاها بقوله:
“كيف نعود والكثيرون منا باتوا بلا مأوى او بيت او ممتلكات بعد أن جردنا منها هؤلاء اللصوص”.
ترى هل حلم عودتنا إلى سوريا بات كابوسا يرافقنا أم أنه حلم يلوح من بعيد أمام أعيننا علينا أن نختطفه من براثن النظام السوري شاء أم أبى.